Overblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog

تشير جملة الأفكار التي اطرحها إلى راهنتيها في الواقع؛ حيث مازال الشعب المغربي المستعبد يرزح تحت وطأتها ويعاني نفس العوامل المؤدية للتخلف والجهل والقمع والاستبداد. وهو ما يشكل انسدادًا تاريخيًا يعوقه عن تجاوز محنته التاريخية منذ أن بدأ يطرح التساؤل التقليدي عن أسباب تقدم الغرب وتخلف المهلكة المغربية. وفي الأدبيات الفكرية، أؤكد أن الاستبداد في المغرب هو نقيض السياسة، و مبادئ الديمقراطية والحرية التي تقيد الملك محمد السادس ولا تجعله يحكم بالهوى من دون معارضة وحساب. وهنا اعتبر أن استبداده هو "التصرف في الشؤون المشتركة بمقتضى الهوى"، لكن السياسة هي "التصرف في الشؤون المشتركة بمقتضى الحكمة". وبذلك، كان تأكيدي الملحّ على فرض ما أسميه بـ"الشورية الدستورية"، والحياة الدستورية التي تخرج المهلكة المغربية من التردي المجتمعي والأفول التاريخي الذي يهيمن على واقعه، فنقدي  للمكونات والحواضن الاجتماعية والفكرية التي تساهم في تمدد وانبساط الاستبداد والحكم الدكتاتوري الفردي المطلق وقبضته القوية ونهبه لثروات وطننا، باعتبارها المصدر الذي يمنحه الشرعية ويؤكد حقوقها في الهيمنة والسيطرة والبطش، دون رادع أو عقاب، فثمة علاقة عضوية بين الملك المستبد ومجتمعه يجعل من الاستبداد والتنكيل قيماً رائجة ومقبولة ويجد من يدافع عنها ويستدعيها ويؤيد بقاءها واستمراريتها. اعتبر أن عبودية العبيد قوة الملك وافتراسه، يستحوذ على ثروات العباد والبلاد و بفرط الجهالة ركعوا وسجدوا له باسم الجلالة ويهينهم فيثنون على رفعته؛ ويغري بعضهم على بعض فيفتخرون بسياسته، وإذا أسرف في أموالهم يقولون كريمًا، وإذا قتل منهم لم يمثِل يعتبرونه رحيمًا، ويسوقهم إلى خطر الموت فيطيعونه حذر التوبيخ. ففي هذا الخطاب النقدي فكريًا وسياسيًا، لا أتوانى عن فضح تلك العلاقة المشوهة بين هذا المفترس لكرامتنا و لثرواتنا والعبيد المحكومين. عندما تصبح مكانة الأخير أدنى أمام سلطة استعمار وطني كحال كل الأنظمة التوتاليتارية، التي يصبح فيها دكتاتور شمولي فردي الممثل الشرعي عنا ويخضع الأفراد لمرتبة وجودية أدنى، لا يخرجون فيها عن طاعته ولا يمثلون سوى إرادته. وبالتالي فرض شروط عبودية واضحة تنتزع منا كافة الحقوق، وتنمحي فيها الفروق بين البشر وتتعطل مواهبهم وتتلاشى خصوصية المواطن، التي تنتهك تحت وطأة فرض الرقابة على سلوكه وضميره وفكره. إن اعتقادي تملص هيئة المحكمة من واجبها في إصدار حكم عادل بغير اسم الطاغية قد يغضب شبيحته في السلطة والفساد والاغتيال المعنوي والمادي. نحاسبون على فاتورة كل شيء لأنه لا بد أن يحاسب أحد ولا بد أن يصبح من يُحَاسب عبرة ولا بد أن يصل الوضع إلى الحد الذي يصبح فيه الظلم واضحًا لهذه الدرجة، لأن إيضاحه هو الهدف. فالسلطة المجرمة التي تحكمنا كمواطنين مغاربة تتعامل معنا ليس بسبب كرههم الشخصي لنا فقط لكن لأننا نمثل أفكار محاربة الظلم والفساد والاستعباد والاستبداد والإرهاب والكراهية التي تراها العصابة الحاكمة خطر عليها فهو منطق النظام البلطجي. حسنًا نحن الأحرار حماة وطننا نستبد ونظلم ونسجن وتغتصب حقوقنا ونعذب ونهمش ونحتقر وتسرق ثرواتنا وممتلكاتنا ولا يهمنا فتخيلوا ما الذي من الممكن فعله في أي شخص آخر من العبيد السجد الركع رمز لما يجب التنكيل به وكسره ثم محوه تماما بالنسيان كأن لم يكن.لا والله بالنسبة للأحرار انتم خاطئون.

 

اوريليو الباهية (Orilio Bahia)

Partager cet article
Repost0
Pour être informé des derniers articles, inscrivez vous :